كانت تلك إشراقات.. حاولتُ خلالها أن أُذَكِّر بحقيقة من حقائق الدين الجوهرية، غطاها النسيان في زمننا هذا، زمن الهرج والمرج.. وشتى ضروب الصراع وردود الأفعال! وهي أن جمالية الدين راجعة إلى ما بُنِيَ عليه الإسلام عقيدة وشريعة – من معاني المحبة والخير للناس.. فيكون التدين الأجمل والأحسن، هو ذلك الذي يصدر عن قلب مشبوب بالشوق إلى الله!
ولقد وددتُ لو بَقِيَتْ هذه المعاني في تعاملنا مع الدين صافيةً نقية، لا تتأثر سلباً بأوضاعنا السياسية والاجتماعية؛ فتؤثر على تصور الناس للدين نفسه؛ ويُطَنَّ به ما لا يليق به من صفات القبح والضلال! لقد كان الأليق بالمؤمن – بَلْهَ الدًّاعية – ألا يصبغ تدينه بما هو عليه شخصه من أوضاع نفسية واجتماعية وسياسية، ثم يظن أن الدين نفسه هو كذلك! فيجني على الدين وعلى نفسه وعلى الآخرين!
ذلك هو التحدي!
وإننا يجب أن ننتصر في هذا التحدي! وإنما يكون الانتصار بأن نستجيب للمدافعة الحضارية، مع الالتزام بمقاصد الدين في تديننا؛ حتى يكون ما يشع من قلوبنا من مشاعر المحبة صافياً نقياً في أحوال الرضى والسخط على السواء! إنها مسألة تحتاج إلى تربية ذوقية وصبر ومصابرة؛ كي لا يتأثر سلوكنا بما قد يسكن قلوبنا – في لحظات الضعف النفسي – من مشاعر الحقد والكراهية! فتكون هذه هي المقياس الخفي نزن به الأشياء والأعمال والتصرفات!
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات