أن تعبد الله بالوقت يعني أنك تعبده بمهجتك، وما المهجة إلا العمر، وما العمر إلا زمن، وما الزمن إلا أعوام، وما الأعوام إلا أشهر، وما الشهر إلا أيام، وما الأيام إلا ساعات، وما الساعات إلا دقائق، وما الدقائق إلا ثوان..! فما عمرك يا ابن آدم؟
دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَاتِلَةٌ لَهُ *** إنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ!
هكذا إذن؛ أن تعبد الله بالخمس يعني أنك تعبده بالعمر كله، تنثر مهجتك بين يديه تعالى وقتاً وقتاً، أو قل: نبضا نبضاَ، ما دام هذا الفلك يعبر العمر إلى ربه هونا..!
أما أن يفوتك وقت فيعني أنك قد خرجت عن مدارك!.. فانظر أي حافة من الفراع العاصف تنتظرك؟ وأي قوة بعد ذلك ستعود بك إلى هدوء المدار؟
أن يفوتك وقت: يعني أنك فقدت جزءاً من العمر!.. ومن ذا قدير على استعادة الزمن الراكض إلى وراء؟ ولقد قال الفقهاء لفعل الصلاة إذا كان في الوقت (أداء)؛ وإذا كان بعد الوقت (فضاء)؛ لأن الذي يقضي لا يؤدي أبدا.
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات