كان الغيب في الاستعمال القرآني دالاً على (وجود) غير مشاهَد. ولذا ورد مقابِلاً (لِعَالَمِ الشَّهادَةِ) الذي هو العالَم المنظور. قال عز وجل في وصف ذاته سبحانه:
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}
(الأنعام: 73)
وبما أنه (وجود) فإنه قابل للعلم، أي أنه قابل لأن يحاط به علماً. ومن هنا كان علمه عند الله. وهو عنده وعلم الشهادة سواء، كما في الآية المذكورة. وعالَم الغيب في القرآن يمتد عالَم الشهادة، مما لا يعلمه الإنسان، جزئياً أو كلياً؛ إلى ما وراء عالم الشهادة من العوالم الروحانية، كالعالم البرزخي، وهو عالم الأموات، وكعالم الملأ الأعلى، والعالم الأخروي، بما يتضمنه من أمور واقعة في علم الله وإن لم تكن قد وقعت بالفعل في الوجود المادي. كالبعث الحشر والحساب ودخول الجنة أو النار.. إلخ مما هو مسطر في أصول الاعتقاد الإسلامي.
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات