القبلة جامعة لشتات القلب والبصر، وإنقاذ للعبد السالك من مقام الحيرة إلى حدائق الطمأنينة. قال تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}
(البقرة: 144)
وكيف لا يحتار هذا الفكر الجزئي البسيط، القابع في مدار كوكب ضئيل، يدب في بحر لُجِّيِّ من الكواكب والمجرات، وتيه من العوالم والمخلوقات، مما يستعصي حتى على مجرد التصور الشامل والأستحضار الكلي! فكيف إذن لا يحتار هذا الفكر المحدود المنحصر، وهو بصدد الاتصال، وعلى أعتاب المناجاة، مع رب هذه العوالم، المحيط بجميع هذه المخلوقات! فلتكن القبلة إذن قنديلا آخر، في طريق التعبد يجمع المصلين في العالم أجمع، حول قلب واحد، ينبض بتوحيد الله ذي الجلال، ويبعث من مكة المكرمة أنوارا، تتلقاها أفئدة العابدين في كل مكان أن هلموا، هذا بيت الله الذي هو أول بيت وضع للناس، فتحج الأرواح من محاريبها خمس مرات في اليوم!
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات