أطَّرَ الإسلامُ الجماليةَ بمفهوم العبادة؛ حتى يصح الاتجاه في مسيرة الإبداع، ويستبصر الفنان بتواضعه التعبدي مصدرَ الجمال الحق؛ فيكون إبداعه على ذلك الوزان، وتتجرد مواجيده لتلك الغاية. وتلك هي (جمالية التوحيد). عسى أن يستقيم سير البشرية نحو نبع النور العظيم.. النور الذي هو
{الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ}
(النور: 35).
والعبادة في الإسلام سلوك جمالي محض. وذلك بما تبعثه في النفس من أنس وشعور بالاستمتاع. فالسير إلى الله عبر الترتيل، والذِّكْرِ، والتدبير، والتفكر، والصلاة، والصيام.. وسائر أنواع العبادات؛ إنما هو سير إليه تعالى في ضوء جمال أسمائه الحسنى، بما هو رحمن رحيم، مَلِكٌ، قدوس، سلام.. إلخ. وليس عبثاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصف الصلاة بما يجده فيها من معاني الراحة الروحية، ويقول لبلال رضي الله عنه: ( يَا بِلاَلُ! أَقِمِ الصَّلَاةَ!.. أرِحْنَا بِهَا!) ومن العجيب حقاً أنه عليه الصلاة والسلام ذكر متع الدنيا وجماليتها فجعل منها الصلاة، مع العلم أن الصلاة عمل أخروي لا دنيوي! وذلك قوله الصريح الواضح: (حُبِّبَ إلىَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ والطَّيبُ، وَجُعِلَ قًرَّةُ عَيْنِي في الصَّلَاةِ!)
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات