جمالية التوبة

جمالية التوبة

جمالية التوبة

يقول ابن القيم رحمه الله: (منزلة التوبة أول المنازل، وأوسطها وآخرها. فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات. وإن ارتحل إلى منازل آخر ارتجل به، واستصحبه معه ونزل به، فالتوبة هي بداية العبد ونهايته). وهذا تأصيل حسن وجب البدء به. ومِنْ قَبْلِهِ قَسَّم ذو النون المصري التوبة قسمين، فجعلها توبتين: (توبة العوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة!) والقصد بالعوام: المريدون المبتدئون، وأما الخواص – كما جرى عليه اصطلاح القوم – فهم: الذيم قطعوا مراحل متقدمة في الطريق، واكتسبوا معرفتها وخبروا مسالكها. وهذا كلام جميل أيضا. إن التوبة يا سادتي هي شلال الجمال المتدفق من كوثر الرحمن، الفواح بأريج عطاء الله وكرمه.. التوبة هي وضوء النفس وطهورها. تماماً كما أن للأعضاء البدنية وضوءها وطهورها.. فأن تتوب إلى الله يعني أنك تتطهر، وأنك تجرد نفسك من خبائثها تجريداً. إن التوبة تجمع كل منازل (التهذيب والتصفية)، وترتقي بصاحبها عبر الأمواج الدافقة نحو السماء. إنها جمال الطهور المفضي إلى بحر المحبة الإلهي! قال جل جماله:

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}

(البقرة:222).

وبذلك كان يدعو سيد المحبين محمد صلى الله عليه وسلم إثر الوضوء: (اللهم أجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) فقرن بذلك بين طهورين في سياق واحد: طهور النفس، وطهور البدن.. فعليك السلام يا محمد عليك السلام!

البطاقات ذات الصلة

عرض البطاقات

icon

اشترك