جمالية التعريف القرأني بالله

جمالية التعريف القرأني بالله

جمالية التعريف القرأني بالله

لقد كانت العرب تؤمن بالله رباً، ثم تشرك به عبادةً! أي أنها تشرك به تعالى في ألوهيته، رغم أنها تؤمن به في ربوبيته! ولكن إيمانها ذاك إنما كان إيماناً تصورياً لا معرفة فيه! ولذلك لم ينتج تعلقاً بالله ولا تأليها له! قال تعالى:

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}

(العنكبوت: 61)

. ففعلهم كان مناقضاً لقولهم في الربوبية:

{فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ؟}

فهو إذن قول مغشوش وإيمان منقوص ذلك أن منهج القرآن مستقر بشكل واضح في أن العلم الحقيقي بالربوبية، القائم على التدبر والتفكر في خلق السماوات والأرض وما بينهما؛ مفض بإذن الله إلى توحيد الألوهية! وهو ما حفلت به الآيات في غير ما آية وسورة! وانظر – إن شئت – إلى دعوة قرآنية إلى التوحيد والإيمان؛ تَجِدْ سياقها قائماً على عرض خصائص الربوبية، بشكل واضح لا غبش فيه! قال جل علاه:

{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}

(سبأ: 46).

البطاقات ذات الصلة

عرض البطاقات

icon

اشترك