ذالك بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل

ذالك بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل

ذالك بيني و بين عبدي ولعبدي ما سأل

خلو هذه الآية: (وإذا سألك عبادي عني..) من لفظ (قُلْ) يدل على خصوص السؤال الآتي من (العباد)، ذلك بأنهم هنا يسألون عن (معبودهم) لا عن كيف يعملون في أمور الدين! إذ أن قضايا الشريعة والأحكام هي شأن الرسول الْمُعَلِّم، الذي بُعِثَ ليعلم الناس كيف يعبدون الله. أما هؤلاء فإنهم الآن يسألون عن الله ذاته سبحانه، لا عن كيف يعبدونه! يسألون عن باب معرفته ورضاه! إنه سؤال محبة وشوق ووجدان! فهو مثل ذلك الذي قال الله تعالى فيه، في الحديث القدسي: (ذلك بيني وبين عبدي.. ولعبدي ما سألة!)
إذن فالقضية (عبادة)، والعبادة وجدان، لا تصح إلا إذا خلت من كل شريك، ولو كان نبياً! والدين إنما هو إخلاص القلب لله وحده! وهؤلاء إنما سألوا عن مثل هذا! فلا موضع لــ (قُلْ) هذه؛ في هذا السياق! فاعبد ربك تجده أمامك بلا واسطة، ولا حجاب يحجبه عن قلبك المحب المشوق! {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...} إنه يجيبك أيها العبدُ الداعي ربَّكَ تضرعاً وخفية، وإنما (الدعاء هو العبادة!) كما قال صلى الله عليه وسلم.. هكذا على سبيل الاستغراق والشمول! ولا عبادة حقة إلا خالصة لله. "ذلك بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل".

البطاقات ذات الصلة

عرض البطاقات

icon

اشترك