جماعة المسلمين وامامهم

جماعة المسلمين وامامهم

جماعة المسلمين وامامهم

حديثنا عن الفتن ليس لذاتها، وإنما هو لبيان طريق المخرج منها. فقد كان بعض الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ليتزودوا منه، وكان بعضهم يسأل عن الشر مخافة أن يدركه! والفقه في زماننا أن نسأل عن الخير الذي ينجي من الشر! وهو في الحقيقة موجود في المنهجين معاً. فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة الله أن يدركني! فقلت يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن! قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر! قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها! قلت: يا رسول الله! صفهم لنا! فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا! قلت: فما تأمرني إن أدركني ذّلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم! قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها! ولو أن تعض بأصل شجرة؛ حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك!

فهذه النذر من ظلمات الفتن؛ بما هي علامات شر؛ هي كذلك علامات خير؛ لأن الله ما أباد جيلاً إلا جاء بخير منه! قال عز وجل:

{وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}

(محمد: 38)

وقال سبحانه:

{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. إن في هذا لبلاعاً لقومٍ عابدين!}

(الأنبياء: 105: 106).

إن الواجب عليك أيها المسلم أن تبادر إلى الفرار إلى الله قبل فوات الأوان:

{ففروا إلى الله! إني لكم منه نذير مبين}

(الذاريات: 50).

وإنما الفرار إليه يكون بالتعلق بكتابه العظيم: القرآن الكريم: على سبيل السلوك إليه تعالى لإدراك قوارب النجاة من فتن هذا الزمان! والوصول إلى بر الأمان من رضى الرحمن.

البطاقات ذات الصلة

عرض البطاقات

icon

اشترك