الشكور

الشكور

الشكور

قال الله تعالى:

(إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)

[فاطر: 3]

وقال الله تعالى:

(*وَاللَّـهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ *)

[التغابن: ١٧]



وهو *الشاكر * .

قال الله تعالى:

(فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)

[البقرة: ١٥٨]


المعاني والدلالات لاسمه تعالى الشكور:
1ـ هو الذي يغفر الكثير من الزلل ويقبل اليسير من العمل وينميه ويضاعف أجره فاعليه، ويثني عليهم بما فيه.
الله تعالى يشكر الطائع بمضاعفة أجره، ويشكر التائب بمحو ذنبه، وذلك خاص لأهل التوحيد الذين لم يخالطوه بشرك، أما الشرك فإنه لا يغفره ولا يقبل معه عملاً كثيرًا أو قليلاً.
 وهو تعالى يعطي الثواب العظيم على العمل اليسير.
 فهو تعالى جعل لنا أعمالاً تُحَرِمُ فاعلها على النار منها:
(1) الإخلاص في كلمة « لا إله إلا الله ».
(2) البكاء من خشية الله.
(3) ومن ثار في وجهه غبار الجهاد في سبيل الله.
(4) صلاة أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى.
(5) المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها.
 وجعل لنا أعمالاً تمحو الذنوب، ومنها:
1ـ الاجتماع على ذكر الله تعالى ومدارسة دينه.
2ـ من قال: سبحان الله وبحمده، مائة مرة.
3ـ كثرة المشي إلى المساجد والانتظار من صلاة إلى صلاة.
4ـ صلاة ركعتين لا سهو فيهما.
 واسم الله الشكور يجعل العبد يزيد من الطاعة، فهو يجازي بالحسنة حسنات، ويرفع بها درجات.
2ـ والله تعالى إنما يثنى على نفسه في الحقيقة، فهو الذي جاد على عبده بالنعم، ثم جعله شاكرًا، ثم زاده بشكره نعمًا وشكرًا، ثم أثابه الجنة على شكره، فالله تعالى هو الشاكر المشكور.
3ـ والله تعالى يستحق الشكر على كل ذلك.
4ـ والله تعالى يحب من يشكره ويثني عليه.
5ـ والله تعالى سيفتح على رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الثناء عليه في المقام المحمود يوم القيامة ما لم يفتحه عليه في الدنيا.

عبادة الله باسمه تعالى الشكور:
1ـ ينبغي للعبد أن يداوم على شكر ربه والشكر هو الثناء على الله بنعمه، فالشكر حياة القلوب.
الإيمان باسم الله الشكور يجعل العبد يشكر ربه على إحسانه، فإن الشكر يستجلب المزيد، وأن الجَحْدَ يجعله مع كل جبارٍ عنيد.
2- والله تعالى يستحق الشكر على نعمه التي جعلها سببًا لشكره.
وإن من حكمة الله أن أنعم علينا بالنعم، ثم جعل النعمة سبيل إلى ما هو أعظم منها وهو شكر الله عليها.
3- والله تعالى إذا قبل شكر عبده زاده من نعمه لكي يزداد العبد من طاعته وشكره .
ومن رزقه الله الشكر، فإنما أراد أن يرزقه الزيادة في النعم.
4- وأعظم النعم هداية عبده لطاعته وعدم الإشراك به.
وأعظم نعمة تحتاج إلى شكرها هي صلاح قلبك بالشكر.
 وإن كان بدنك لا يحيا إلا بالطعام، فإن قلبك لا يحيا إلا بالشكر، فبالطعام تصلح الدنيا، وبالشكر تصلح الآخرة، والآخرة خير من الدنيا.
5- وإن شكر العبد لربه نعمة جديدة من الرب على عبده، ونعمة شكره تستوجب شكرًا آخر ؛ لذلك لن يستطيع العبد شكر ربه علي نعمة شكره.
فالشكر نعمة باقية يمتد نعيمها ما دامت الجنة، والنعمة الدنيوية فانية بفناء الدنيا.
6- فلا أقل من أن يشكر ربه بقلبه ولسانه، ويصرف بدنه وماله في طاعته وشكره.
كيفية الشكر: الشكر يكون بالقلب واللسان والبدن.
(1) فيستعمل قلبه في حمد الله والرضا عنه، وشهود نعمه والفرح بها.
(2) ويستعمل لسانه في شكر الله المُنْعِمْ والثناء عليه ودوام ذكره، فيقول: الحمد لله، أو: اللهم لك الحمد والشكر.
(3) ويستعمل بدنه في الطاعات، فيصرف النعم في طاعة الله وفي إعانة الخلق وقضاء حوائجهم، لذلك فكل الطاعات تُعد من أنواع الشكر.
(4) ويستعمل ماله في النفقة في سبيل الله، وفي نشر العلم، وإعداد العدة للجهاد، ثم لا يستعين بالنعمة على معصية الله.
7- فيقر بالنعمة ويفرح بها، وينسبها للمنعم سبحانه ولا ينسبها لنفسه ويبذلها في طاعته، ولا يستعين بها على معصيته.
كيف يكون العبد من الشاكرين؟
(1) الإقرار بوجود النعمة.
(2) نسبتها إلى المنعم سبحانه.
(3) الرضا بها، والثناء على الله بها، ومحبته والخضوع له.
(4) بذلها في طاعة الله وفيما يحب.

 ومن جَحْد النعمة أن يقول العبد:
(1) لقد أوتيت هذا النعيم والمال بسبب علمي وخبرتي وبشهاداتي.
(2) أو يقول: لقد أوتيت هذا المال كابرًا عن كابر، يتفاخر بآبائه.
(3) أو يقول: إن الله أعطاني النعم لأنه يعلم أنى استحقها.
(4) أو يقول: إن الله يحبني لذلك أعطاني.
 وما عَلِمَ هذا الغافل أن الله يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولكنه سبحانه لا يعطى الدين إلا لمن يحب.
 ولم يعلم أن الله إنما أعطاه ليختبره أيطيعه في هذا المال أم يعصيه؟ وليبتليه أيشكر أم يكفر؟
8- وإن مقام الشكر هو مقام الأنبياء ـ عليهم السلام ـ .
واعلم أن مقام الشكر هو أعلى مقامات الدين؛

فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فإذا سُئل عن ذلك كان يقول:

« أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»

[صحيح البخاري 1130 ومسلم 2819]

وإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لن يختار لنفسه، إلا أعلى مقامات الدين، فكان يشكر ربه بقلبه ولسانه وبدنه وماله.
9- وأعظم الشكر: شكر الله على البلاء، لما يرى فيه من تكفير الخطايا ورفعة الدرجات وزيادة الإيمان، ليقينه أن البلاء وقع بتقدير الله وخلقه طبقاً لعلمه السابق في الأزل، ويقينه أن هذا هو اختيار الله له التابع لحكمته البالغة فيرضى به ويسلم له، بل يشكر ربه عليه ولو أذن له لاختار نفس اختيار الله له.
وأعظم الشكر هو شكر الله على البلاء لما يُرى فيه من:
(1) تكفير السيئات.
(2) وحسن العاقبة في الجنة.
(3) ما يحصل له من انكسار القلب ولين النفس للعبادة في الدنيا.
(4) ولما يُرى فيه من حكمة الله البالغة وقدرته الغالبة وغناه عن خلقه وافتقار الخلق إليه.
10ـ والله تعالى قرن شكره تعالى بشكر الوالدين، لأنه لن يكافيء ولد والده على إحسانه إليه.

البطاقات ذات الصلة

عرض البطاقات

icon

اشترك