الفيزياء الذرية الحديثة تبطل النظرية المادية الطبيعية وتثبت وجود الله الرقيب على استمرار عمل ذرات الكون.
فالفلاسفة وعلماء الطبيعة أقروا أن كل شيء في هذا الكون مسخر لخدمة الإنسان، على نحو يحقق له كل حاجته، ولكن ما الذي جعل أصحاب (النظرية المادية) من أمثال (كارل ماركس) وأتباعه (لينين وانجلز) يقولون بأزلية الطبيعة الجماد، ولا يقرون بأزلية الله الخالق الحي القائم على تدبير هذا الكون
﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾
السجده:7
والكون بما فيه من الإتقان والحكمة يدل على أنه لا بد من وجود متقن قاصد حكيم عليم لا بداية لوجوده !!
فالنظرية المادية اهتزت في نظرية أنيشتاين (النسبية الخاصة عام 1905م) عندما فجر مفهوماً
هو أدق وأروع المفاهيم، وهو أن المادة وجه من وجوه الطاقة المكثفة، وصاغ أعظم معادلة في تاريخ علم الفيزياء: الطاقة = الكتلة X مربع سرعة الضوء
فأثبت أن المادة ليست صلبة ـ كما تصورها نيوتن ـ، وأنها الحقيقة النهائية للكون
بل المادة مفهوم مرن، فإن كتلة الجسم تزيد بزيادة سرعته، وتم إثبات ذلك في الأجهزة المخصصة التي تسمى (معجلات الجسيمات)
فقد أثبتت هذه الفيزياء الحديثة: أن خاصية التماثل والاتساق التي يتمتع بها المكان والزمان على المستوى الكوني الكبير تنهار تماماً على المستوى الذري، فالذرات، وهي البنية الأساسية للكون تحكمها قوانين فيزيائية مختلفة جذرياً عن فيزياء الكون الكبير
ويقول عالم الفيزياء والفيلسوف (فريتجوف كابرا): "... لا نستطيع في الفيزياء الذرية أن نتحدث عن خصائص شيء ما إلا في سياق تفاعل الشيء مع المراقب"
ويقول عالم الفيزياء والفلك (جيمس جينز): "لقد اكتشفنا أن الكون يشهد بوجود قوة منظمة يمكننا تسميتها بالذهن الرياضي"
وهكذا فقد أثبتت البحوث الذرية أن السببية لم تعد تحكم الذرة وقوانينها، وبهذا لا مجال إلى أن نسلسل العلل إلى ما لا نهاية، فالسببية الفيزيائية فشلت في تفسير وجود الكون، وبما أن السببية لم تعد تحكم الذرة وقوانينها فالعلماء اليوم يؤكدون أن حادثة خلق الكون ليس لها قانون سببي مادي.
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات