❁ قال الله تعالى:
( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)
[الفرقان: 31]
ـ وهو الهادي المضل يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، فهو الذي بيده الهداية والإضلال، وهو مُثبت المؤمنين وهو مُثبت القلوب وهو مُفصل الآيات وهو مُنزل الكتاب ومُنزل التوراة والإنجيل وهو مُنزل القرآن وهو مُنزل الغيث وهو مُنزل السكينة وهو خير المنزلين.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الهادي :
1- هو الذي يهدي كل مخلوقاته لمعاشهم وتكاثرهم وتجنب ما يضرهم في الدنيا .
2- وهو الذي يهدي خلقه في ظلمات البر والبحر، ويهديهم لما ينفعهم .
3- وهو تعالى يخص أهل محبته بالهداية لما يحبه من الطاعة، ويوفقهم لفعلها ويثبتهم عليها .
4- والهداية ثلاثة أنواع :
(1) هداية إرشاد إلى ما فيه نفع العباد في دار الدنيا والمعاد.
(2) هداية توفيق إلى اتباع الرشاد.
(3) هداية تثبيت على الطاعة حتى تمامها وحتى الممات.
5- ثم يهديهم يوم القيامة لمنازلهم وما أعد لهم من الكرامة في دار المقامة .
6- والله تعالى أنزل الكتب وأرسل الرسل ليرشدوا أقوامهم إلى طريق الجنة .
7ـ والله تعالى أعطى الناس الأسماع والأبصار والعقول ليفهموا هذه الهداية وينتفعوا بها، وهو تعالى لا يعذب أحدًا لم تصله هذه الهداية .
8- ثم يختص من شاء بتوفيقه لاتباع الرسل، ولا يملك هداية التوفيق أحدٌ غيره سبحانه ؛ لأنه أعلم بالنفوس الطيبة التي تصلح لحمل الهداية، وهو أعلم بالنفوس الخبيثة التي لا تصلح لحمل طيبات الهداية، وهو أعلم بالشاكرين وهو أعلم بالمكذبين .
9- وإن المكذبين لا ينتفعون بسماع الحق كأنهم لم يسمعوه، ولا يرون ما يهديهم إليه كأنهم لم يروه .
10- ولا ينفع العبد سماعه لآيات الله أو حتى فهمها حتى يوفقه الله لقبولها والاستجابة لها، فلا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى.
* لأن السمع ثلاثة أنواع :
(1) سمع الحس ، وهي حاسة السمع بالأذن، ويشترك فيها البر والفاجر.
(2) سمع الفهم والعلم ، وإن آيات الله لا يفهمها الكفار لإعراضهم عنها، وعدم استعدادهم لقبولها.
(3) سمع الاستجابة والقبول، وهو الذي منَّ الله به على المؤمنين دون غيرهم.
11- فسبحان الهادي المضل، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله .
12- وهو سبحانه يثبت من شاء عند شهوات الفتن، وعند شبهات البدع، وعند سكرات الموت، وعند سؤال الملكين، وعند اضطراب جسر جهنم .
13- وهو سبحانه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، فيهدي المؤمنين الصراط المستقيم، ويهدي الكفار صراط الجحيم .
14- وهو سبحانه يهدي عباده للحق، ويخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، ويهدي المجاهدين، ويزيد هدى المهتدين، فيهدي قلوبهم ويصلح بالهم، ويجعل منهم أئمة هادين .
15- وهو سبحانه لا يهدي الكافرين ولا الظالمين ولا الفاسقين .
عبادة الله باسمه تعالى الهادي :
1- ينبغي للعبد أن يجتهد لتحصيل ما ينفعه في الدنيا والآخرة مما هداه الله له ويكون أكبر حرصه على تحصيل أسباب دخول الجنة ومعرفة الطريق الموصل إليها .
2- وينبغي للعبد أن يجتهد في مقاومة موانع الهداية وهي :
(1) الشيطان. و (2) الهوى و (3) النفس الأمارة بالسوء .
3- وإن الشيطان سيدعوه إلى الكفر، فإن أبى دعاه للبدعة، فإن أبى دعاه للكبائر، فإن أبى دعاه للصغائر، فإن أبى دعاه لتضييع وقته في المباحات، فإن أبى دعاه للأعمال الصالحة المفضولة دون الفاضلة، فإن أبى شغله بالغفلة وأَزَّ الناس عليه ليشغلونه .
4- وإن النفس ستدعوه إلى معصيةٍ بعينها، فإن أبى دعته نفسه إليها من طريقٍ آخر، فإن أغلقه عليها دعته من طريق ثالث إلى نفس المعصية، وهكذا حتى ينالها .
5- وينبغي للمؤمن أن يُلح على ربه في طلب الهداية، ويجتهد في طلبها، ويضحي بمتاع الدنيا في سبيل تحصيلها، حتى يزداد علماً وهداية، وحتى يصل إلى الهدى في كل مسألة من مسائل العلم والعمل .
6- ثم يلح على ربه أن يثبته على الهداية حتى الممات .
7- والمؤمن يطلب الهداية لنفسه ولأمته ؛ لأن هدايتهم تعينه على الثبات على الهداية .
8ـ والمؤمن يتبرأ من ضلال قومه .
9- وأشد يوم يحتاج فيه إلى الهداية: يوم القيامة .
وأشد ما يحتاج فيه إلى الهداية: المرور على الصراط .
فإنه مظلم وطويل وزلق وأَحَدٌ من السيف، وتحته نار جهنم، وحوله كلاليب تخطف العصاة ولا ينجو منه إلا من نجاه الله وهداه .
10ـ والله تعالى سيعطي المؤمنين نورًا على قدر هدايتهم وطاعتهم .
11ـ وسيعطي المنافقين نورًا فإذا احتاجوا إليه انطفأ منهم .
12- وأنت تحتاج إلى الهداية في الجنة لكي تصل إلى ملكك وقصورك، وما يعمرها من خدمك وحورك .
13- أما الكافر فإنه يُدفع دفعًا، ويُحشر حشراً، فلا يجد من الملائكة مفر، ولا عن غير النار مستقر .
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات