من أسرار هذا الدين ولطائفه أن باب عقيدته هو التفكر! قال عز وجل في مخاطبة الكفار عبر رسوله الكريم:
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}
(سبأ: 46)
.. آية في غاية الجمال والسمو! وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بجراً من الأسرار التربوية لا يعلم مداه إلا الله. وإن لها لذوقاً وجدانياً خاصاً. أرأيت كيف أن الله تعالى يخاطب الكفار، بالقيام له، والتفرغ لشأنه، قبل الإيمان به؟ وذلك حتى يمكنهم الوصول إلى حقيقة الإسلام، هذا التدين الذي هم له منكرو! وقد شرط الله عليهم شرطاَ في كيفية القيام له: وهو الخلوة به وحده سبحانه! والعدد الوارد في الآية: (مَثْنَى وَفُرَادَى) على حقيقته، إذ ليس هناك في السياق ما يصرفه عن هذا الحقيقة. لكن لماذا التنصيص على الفردانية، أو الثنائية، بالضبط؟ لماذا كان ذلك شرطاً لتوقيع (التفكر)؟ إنه أمر عجيب!
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات