قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
«إِنَّ اللـهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً.»
[صحيح مسلم 1016]
ـ وهو المطهر المعاني والدلالات لاسم الله الطــيـب: 1ـ هو الطيب بإطلاق وليس في مخلوقاته طيب بإطلاق. 2ـ ولا يوصف مخلوق بمطلق الصفة؛ لأنه لا يشبه مخلوق خالقه. 3ـ وهو الطيب تعالى في ذاته وفي أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله وفي كلامه. 4ـ وهو الذي لا يقبل إلا الطيب من القول والعمل.
قال الله تعالى:
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ)
[فاطر: ١٠]
5ـ وهو الذي يجعل ما يشاء طيبًا ليقبله. 6ـ وهو الذي جعل الطيبين للطيبات، فجعل الأفعال الطيبة للطيبين من البشر.
قال الله تعالى:
(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
[النور: ٢٦]
7ـ وهو الذي يجتبي إليه أطيب مخلوقاته، وهم رسله وأولياءه. 8ـ والله تعالى رزق عباده من الطيبات كما رزق رسله ـ عليهم السلام.
قال الله تعالى:
(* وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ*)
[النحل: ٧٢]
9ـ والله تعالى أحل لنا الطيبات وحرم الخبائث من المآكل والمشارب والأفعال والأخلاق والاعتقادات.
قال الله تعالى:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
[المائدة: ٣]
10ـ والله تعالى يبتلي عباده ليميز الخبيث من الطيب.
قال الله تعالى:
(مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
[آل عمران: ١٧٩]
عبادة الله باسمه تعالى الطيب: 1ـ ينبغي أن يكون قلب الإنسان طيبًا خالياً من الشهوات والشبهات الفاسدة. 2ـ وينبغي أن يكون جسده طيبًا خاليًا من الكسب الحرام والطعام الحرام. 3ـ وطيب المأكل شرط إجابة الدعاء. طيب المأكل شرط إجابة الدعاء
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
« إِنَّ الله تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ الله تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [الْمُؤْمِنُونَ: 51]، وَقَالَ تَعَالَى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [الْبَقَرَةِ: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ: أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ له »
[صحيح مسلم 1015]
4ـ ينبغي على الإنسان أن يتخلق بما أمره الله به من الصفات التي توافق بعض صفاته تعالى فيكون طيباً في ذاته، طيباً في أخلاقه، بعيدًا عن رجس المعاصي، وأذية الخلق، مسارعًا إلى الإحسان إلى نفسه وإلى الخلق، فيحسن عبادة ربه، ويحسن معاملة خلقه. 5ـ لا ينبغي للعبد أن يزكي نفسه ويدَّعي طيبها، أو يزكي غيره، وأسوأ التزكية أن تزكي نفسك بما ليس فيك، أو تزكي غيرك بما ليس فيه. لا تمدح نفسك أو غيرك :
قال الله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)
[النساء : 49]
(1) قال عمر بن عطاء: سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ ، فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ : إِنَّ رَسُولَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ وَسُمِّيتُ بَرَّةَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
« لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمُ الله أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ » ، فَقَالُوا : بِمَ نُسَمِّيهَا؟، قَالَ: سَمُّوهَا زَيْنَبَ .
[صحيح مسلم 2142]
(2) «
مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فَقَالَ:
وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ مِرَارًا، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا وَالله حَسِيبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى الله أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذلك»
[صحيح البخاري 6061 ومسلم 3000 واللفظ له]
(3)
قال المقداد بن الأسود – رضي الله عنه -:
أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ
[صحيح مسلم 3002]
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات