يَنْهَى اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ عَنِ اتِّخَاذِ الكُفَّارِ وَاليَهُودِ وَالمُنَافِقِينَ بِطَانَةً وَخَوَاصَّ لَهُمْ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ ، يُطْلِعُونَهُمْ عَلَى سِرِّهِمْ ، وَمَا يُضْمِرُونَ لأعْدَائِهِمْ . لأنَّ هَؤُلاءِ لاَ يَألُونَ جُهْداً ، وَلاَ يَتَأَخَّرُونَ عَنْ عَمَلٍ فِيهِ إِيْذَاءٌ وَإِضْرَارٌ بِالمُؤْمِنِينَ ، فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ ، وَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ وُقُوعَ المُؤْمِنينَ فِي الضِّيقِ وَالمَشَقَّةِ . وَلَقَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ وَالعَدَاوَةُ فِي أَفْوَاهِهِمْ بِمَا يَظْهَرُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنْ كَلِمَاتِ الحِقْدِ ، وَصُدُورُهُمْ تُخْفِي حِقْداً أَكْبَرَ ، وَبُغْضاً أَعْظَمَ للإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ ، وَهُوَ أمْرٌ لاَ يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ ، وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى الدَّلاَلاَتِ الوَاضِحَةَ التِي يُعْرَفُ يِهَا الوَلِيُّ مِنَ العّدُوِّ .
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنينَ : إِنَّكُمْ تُحِبُّونَ هَؤُلاءِ الكُفَّارِ الذِينَ هُمْ أشَدُّ النَّاسِ عَدَاوَةً لَكُمْ ، وَلاَ يُقَصِّرُونَ فِي إفْسَادِ أَمْرِكُمْ ، وَتَمَنَّي عَنَتِكُمْ . وَيُظْهِرُونَ لَكُمُ العَدَاوَةَ وَالغِشَّ ، وَيَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ رَيْبَ المَنُونِ ، فَكَيْفَ تُوادُّونَهُمْ وَتُواصِلُونَهُمْ ، وَهُمْ لاَ يُحِبُّونَكُمْ لا ظَاهِراً وَلاَ بَاطِناً ، وَتُؤْمِنُونَ بِالكِتَابِ الذِي أنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، وَبِالكُتُبِ التِي أُنْزِلَتْ قَبْلَهُ ، وَلَيْسَ لَدَيْكُمْ شَيءٌ مِنَ الشَّكِّ فِي شَيءٍ مِنْهَا ، وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِكِتَابِكُمْ ، وَعِنْدَهُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ شَكٌّ وَحَيرَةٌ ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِبُغْضِهِمْ مِنْهُمْ لَكُمْ ، فَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا : آمَنَّا إِرْضَاءً لَكُمْ ، وَحَذَراً مِنْهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ مِنْكُمْ . وَإِذَا فَارَقُوكُمْ ، وَاخْتَلَوابِأَنْفُسِهِمْ ، عَضُّوا عَلَيْكُمْ أَطْرَافَ أصَابِعِهِمْ مِنْ غَيْظِهِمْ مِنْكُمْ ، فَقُلْ لَهُمْ : مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ فَلَنْ يَضُرَّنَا ذَلِكَ شَيئاً ، وَاللهُ مُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ ، وَاللهُ هُوَ الذِي يَعْلَمُ مَا فِي الصُّدُورِ مِنَ البَغْضَاءِ وَالحَسَدِ وَالغِلِّ لِلْمُؤْمِنينَ .
الصوتيات ذات الصلة
استمع إلى صوتيات أخرى عن الموضوع ذاته