ربما حان الوقت الآن لتناول الحبة الأكثر مرارة حتى الآن، حان الوقت لتقبل ما قد يكون للبعض أصعب حقيقة، وهي أن القرآن هو الهداية من الخالق، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله، ويجب علينا على الأقل أن نضع افتراضاتنا السابقة جانباً، ونلقي نظرة بعقل مفتوح على الحجج المنطقية التي قدمت لصالح أن القرآن هو الهدي من الخالق، ففي النهاية يوجد لدي القرآن نقاط تثبت هذا الزعم، فلنعرضها مرة أخرى. أولاً: ما يقول القرآن عن الخالق يطابق ما قد يفهمه منطقياً أي شخص عن الخالق في أي مكان، أي أن هناك خالق فرد ليس كالخلق، ويوجد العديد من الآيات في القرآن تشرح هذه الفكرة، مثل:
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"
(الإخلاص:1-4).
بعض الناس يتساءل عن استخدام لفظ "هو" في القرآن، هل هذا يعني أن الخالق رجل؟ الخالق وفقاً لهذه الآيات لا يشبهه شيئاً. النقطة أن العربية كغيرها من اللغات وهي اللغة الأصلية للقرآن، تحتوي فقط على توصيف للذكر والأنثى، ولا يوجد جنس محايد، وحتى في اللغة الإنجليزية، لفظ It (اسم الإشارة لغير العاقل) لا يبدو مناسباً للتكلم عن الله، فيستخدم he الذي هو الجنس المستخدم لوصف الله في القرآن، لكن هذا لا يفيد أن الله هو رجل أو ذكر.
ثانياً: مما يصب في مصلحة الإسلام أن التنزيل محفوظ بطريقة استثنائية، فتاريخ هذا الحفظ وحده جدير بالدراسة، ولكن للاختصار سأنقل بعض التعليقات من مختلف العلماء في هذا المجال، فعلى سبيل المثال:
المستشرق ريتشارد بيرتون يكتب عن القرآن الموجود اليوم أنه:" النص الذي نزل لنا في الشكل الذي نظمه وأقره النبي … ما لدينا اليوم بين أيدينا هو مصحف محمد "
ويصف كينيث كريج نقل القرآن منذ نزول الوحي إلى اليوم:" كتسلسل غير منقطع من الإخلاص".
شوالي كتب في (تاريخ القرآن):"بالنسبة لما يتعلق بقطع التنزيل، فنحن واثقون أن نصَّهم قد نٌقل عموماً تماماً كما وجد في إرث النبي".
هؤلاء الخبراء يبدون مقتنعين تماماً بصحة القرآن.
ثالث الأسباب الذي يجب أن ننتبه له: هو أن رسالة الإسلام عالمية، أي أنها لكل الناس، بغض النظر عن العرق و المكانة الاجتماعية، وهذا واضح في التعاليم التي تقول إن الله لا ينظر إلى لون الشخص وعرقه وقبيلته ومستواه المادي ومكانته، ولكن ينظر إلى قلب الشخص و خيريته وعمله.
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات