« لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنْ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ.»
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
[صحيح البخاري 6099 ومسلم 2804 واللفظ له]
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الصبور:
1ـ لا أحد أصبر من الله؛ يؤذيه عباده بالقول، لكنهم لن يستطيعوا ضره.
2ـ وهو الذي لا أصبر منه على أذىً سمعه حيث ينسبون إليه الولد ويزعمون أنه لا يعيدهم ولا يحييهم، ومع ذلك يرزقهم ويعافيهم.
3ـ وما صبره عليهم إلا لأنهم لن يبلغوا نفعه فينفعوه ولن يبلغوا ضره فيضروه، بل يعود نفع طاعتهم إليهم ووبال عصيانهم عليهم.
4ـ والله تعالى قادرٌ على أن يجعل كل خلقه طائعين كالملائكة، لكنه رَكَّب في بني آدم شهوات تدفعهم لمعصيته والبغي على بعضهم بعضًا، فيقع ما يكرهه شرعًا، ليميز المعرضين عن الصادقين في حبه، الذين يدافعون أهل معصيته، فيقع منهم ما يحبه من التضحيات والأعمال الصالحات، التي ما خلق الله الخلق إلا لأجلها، وما جعل الآخرة إلا لجزائها.
ـ فيصبر سبحانه على معاصي عباده ليرى ما يحب من طاعات أوليائه.
5ـ والله تعالى جعل الصبر من عزم الأمور.
6ـ والله تعالى أحب الصابرين، وابتلاهم ليثيبهم ويأجرهم بأحسن أعمالهم.
عبادة الله باسمه تعالى الصبور:
1- من آمن بأن ربه صبور، وجب أن يتخلق بخلق الصبر، والصبر نصف الإيمان، والصبر ضياء، وما أُعطى أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر.
2-والصبر ثلاثة أنواع:
(1) الصبر على فعل الطاعات: فقد حُفت الجنة بالمكاره.
فيقاوم الكسل عن الصلاة، ويقاوم البخل عن الزكاة، ويقاوم الجبن عند الجهاد، وحب الله هو الذي يجعل العبد لا يشعر بجهد العبادة، فالتعب لنيل رضا من تحب ألذ من كل الملذات والشهوات، ومن أحب الله بصدق لم يعرف معنى التكاسل عن طاعته.
فمن أحب الله اجتهد في طاعته وإن عمَّ الفساد الأرض.
ومن أحب الله اجتهد في طاعته وإن فتر الناس عن عبادته.
ومن أحب الله اجتهد في طاعته ولم ينتظر رفقة قاعد في مسيره إلى الله.
(2) الصبر عن المعاصي وإن دفعته نفسه وأزه شيطانه: فقد حُفت النار بالشهوات:
(3) الصبر على المصائب وعلى أقدار الله المؤلمة.
3- وأعلى الصبر الصبر عند أول المصيبة، وأن يسترجع فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها.
1. وأعظم من الصبر الرضا بقضاء الله، والرضا هو:
(1) أن يسلم العبد أمره إلى الله.
(2) ويحسن الظن به.
(3) ويرغب في ثوابه.
4- أما من سخط على المصيبة فجزاؤه سخط الله عليه عياذًا بالله من الخذلان.
5- وسبيل الصبر أن يعلم أن قضاء الله وقدره عن حكمة بالغة وعن علم تام، وقضاؤه ملؤه اللطف والرحمة.
6- وحب الله هو الذي يجعلك تحب قضاءه، وترضى به، فهو الذي يخفف بلاء الدنيا وهمومها.
7- وإن البلاء ليمحو الخطايا ويرفع الدرجات كما تمحو النار خبث الحديد والذهب والفضة.
8-يجب أن يكون الصبر مع الله وبالله ولله.
ـ مع الله يعني تبعًا لأوامر الله فيصبر عليها، ويصبر عن محارم الله.
ـ وبالله يعني استعانة به سبحانه، فإنك لن تصبر على طاعته إلا بمعونته
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)
[النحل: 127]
ـ ولله يعني إخلاصًا له وابتغاءً لوجه ورغبة في ثوابه لا لشهرة الدنيا ووجوه الناس.
9- الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فهي سجن المؤمن وإن كان في أنعم نعيم، لأنه سجنٌ إذا قورن بنعيم الجنة الذي ينتظره، وجنة الكافر وإن كان أفقر الناس وأمرض الناس وأشدهم بلاءًا؛ لأن ذلك جنة إذا قورن بعذاب النار الذي ينتظره.
10ـ وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
ـ فأولياؤه لم يصلوا لولايته تعالى إلا بعد أن كانوا من الصابرين.
11ـ وأعظم أوليائه أنبياؤه، والله جعلهم من أوائل الصابرين.
البطاقات ذات الصلة
عرض البطاقات